في قناعتي الشخصية أن قضية فلسطين بالنسبة لإيران ليست أولى أولوياتها –
كما تدعي – مقارنة بأجندتها ومشروعها الفارسي المتستر بثوب المذهب الشيعي ،
وليس أدل على ذلك مما يلاحظه المراقبون الآن في محاولة إيران إضعاف حركتي
حماس والجهاد الإسلامي بفلسطين والسبب في ذلك أن كلتا الحركتين اتخذتا
موقفا يخالف موقف إيران في قضية سوريا، إذ اختارت الحركتان الوقوف إلى جانب
الثورة وعدم تأييد الأسد ونظامه الدكتاتوري مخالفين بذلك الرغبة الإيرانية
، أضف إلى ذلك رفض الحركتان أيضا انتقاد عملية عاصفة الحزم كما كانت تريد
إيران وتقارب حماس مع تركيا ثم التقارب الكبير مؤخرا بين حماس والسعودية
والتي توجت بزيارة تاريخية لوفد حماس إلى السعودية.
كل ما سبق أدى بإيران إلى خطوة واستراتيجية جديدة وهي محاولة إضعاف حركة حماس بقطع الدعم والتوجه إلى حركة جديدة ناشئة وهي ” حركة الصابرين ” والذي يبدو لي أن أيران هي التي قامت بإنشاء هذه الحركة الجديدة وليس فقط تبنيها ودعمها كما يصف بعض المراقبين.
يترأس هشام سالم حركة الصابرين بعد انشقاقه عن حركة الجهاد الإسلامي ،
حيث أنشأ بعد انشقاقه عن الجهاد الإسلامي جمعية خيرية أطلق عليها اسم “الباقيات الصالحات” وفي ربيع 2014 اُعلن رسميا عن اطلاق حركة الصابرين والتي لايُعرف تحديدا لحد الآن عدد أعضاء هذه الحركة.
هل هي حركة شيعية ؟
يشك الكثير من سكان غزة بأن هشام تحول إلى المذهب الشيعي ، على الرغم من
عدم تأكيد هشام نفسه على ذلك في أي من مقابلاته ولا حتى في المواقع
الإلكترونية التابعة للحركة ولكن في المقابل لم ينف ذلك أيضا !!
ولكن ثمة ملاحظات أخرى على الحركة تدل – بما لايدع مجالا للشك – على
تبني هذه الحركة للمذهب الشيعي وولائها المطلق لإيران ولأجندتها السياسية :
• فإذا نظرنا لشعار الحركه نجده قريبا جدا بل نسخة من شعار حزب الله اللبناني الشيعي بالإضافة إلى الإشادة المستمرة من مؤسس الحركة لحسن نصر الله أمين عام حزب الله
• ترديد هشام سالم عبارات من قبيل أن الطريق إلى الأقصى يمر عبر كربلاء!!
• إحتفال الحركة بذكرى مناسبة عاشوراء على الطريقة الشيعية وهو أمر غير معهود عند أهل غزة وفلسطين السنة عموما
• توزيع أعضاء الحركة لمطبوعات وإقامة محاضرات حول المذهب الشيعي
• المسارعة في انتقاد عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لإعادة الشرعية لليمن وإخراج حركة الحوثيين الموالين لإيران.
• فإذا نظرنا لشعار الحركه نجده قريبا جدا بل نسخة من شعار حزب الله اللبناني الشيعي بالإضافة إلى الإشادة المستمرة من مؤسس الحركة لحسن نصر الله أمين عام حزب الله
• ترديد هشام سالم عبارات من قبيل أن الطريق إلى الأقصى يمر عبر كربلاء!!
• إحتفال الحركة بذكرى مناسبة عاشوراء على الطريقة الشيعية وهو أمر غير معهود عند أهل غزة وفلسطين السنة عموما
• توزيع أعضاء الحركة لمطبوعات وإقامة محاضرات حول المذهب الشيعي
• المسارعة في انتقاد عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لإعادة الشرعية لليمن وإخراج حركة الحوثيين الموالين لإيران.
التمويل والتحركات
تفيد بعض المصادر في الأوساط الإسلامية الفلسطينية بأن حركة الصابرين
تتلقى دعما إيرانيا سنويا يقدر بعشرة ملايين دولار يتم تهريبها على الأرجح
عبر الحدود المصرية. يصرف هشام جزءا من هذا المبلغ للتعريف بالحركة بين
الأوساط الفسطينية كما يصرف جزء آخر على أسر الأسرى الفلسطينيين كنوع آخر
من الدعاية للحركة.
ومن جهة أخرى يقوم هشام بعمل تحالفات مع بعض الكتائب الصغيرة للعمل تحت
إمرته في مقابل الدعم المالي لتلك الكتائب ويهدف من خلال هذه التحالفات إلى
تكبير حجم ونفوذ الحركة.
تداعيات ظهور الحركة
الإنشقاق الحاصل داخل البيت الفلسطيني بين فتح من جهة وحركتي حماس
والجهاد الإسلامي من جهة أخرى قد يتعمق أكثر بظهور طرف ثالث إذا كان بنفس
حجم ونفوذ وشعبية هذه الحركات وبأجندة ومنهجية مختلفة.
ولكن على أرض الواقع هناك خيبة أمل إيرانية من عدم تحقيق الصابرين ما هو
مطلوب منها لحد الآن ، إذ أنها مازالت غير معروفة وغير مرحب بها لدى
القطاع الأوسع من الفلسطينيين مع ذلك إيران ستحتفظ بالصابرين كأداة ضغط على
حركتي حماس والجهاد للمساهمة في تنفيذ أجندتها وإذا ماقدر لحماس دعما
ماديا بديلا للدعم الإيراني فإن الصابرين على الأرجح ستبقى إسما على ورق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق