قال الشيخ وهو ينظر إلى السماء وقد تكاثرت النجوم فيها ببصيص ضوئها ونفذ سنا
القمر وضياه من بين أغصان الأشجار وأوراقها :
إنّهم يظلمون الإسلام .. وأهل الإسلام له أظلم
أعادها مرة بعد مرة وزفَراته تكتم عبَراته ثم استطرد قائلا :
سيظل الهرج فى الآفاق حتى يأتى يوم المساق وسيبقى البشر فى كل وادٍ يهيمون كلٌ منهم يزعم أن
الحق معه والباقى ظلوم غشوم .. فتلك هى سنة الحياة .
كفارٌ . ومشركين . ويهودٌ . ونصارى . ومجوسٌ . وصابئين
لن ينجو أحدٌ منهم من زلّته إلا من تغمّده الله برحمته .
أيها الرجل الشارد المهموم :
لقد فاضت أقلام الخطباء والأعلام وطفحت الصحف والمؤلفات حتى صارت أغلب الأحاديث يمجها الطبع
وينبو عنها السمع .
وإنى لا أجد فى هذا الوقت من الزمان حاجة وضرورة إلا : الحاجة الماسة والضرورة الملحة لجمع
شمل المسلمين بعيداً عن لوم كل منهم للآخرين بأنّ هؤلاء أو هؤلاء خارجين عن حظيرة الدين لأن فى
ذلك تمزق للوحدة وتفرق للكلمة وتلك هى قُرّةِ عينِ أعدائهم ومَبلغ أمانيهم وأمنياتِهم .
فكتابُهم واحد هو : كتاب الله . ونبيهم واحد هو : سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . يحجون بيت
واحد هو : بيت الله . ويقيمون الصلاة . ويؤتون الزكاة . ويشهدون بأن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد
رسول الله .
يا أخى :
لقد أورثنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هذه الرسالة لا لنختلف فيها أو لنحتفظ بِها أونضن بِهديها
ونورها . بل لنكون خلفاء عليها وأمناء على بثها وإظهار نورها وإصلاح شأن العالم بِها .
ولقد حان ووجب على الأمة الإسلامية أن تعِ رسالتها وتدرك أساس مهمتها .
أنظر :
إلى هذا التشتت والبِين الذى بدا واضحا بين المسلمين .. ورغم ذلك .. لم يُقعِد أعداء الدين عن إذكاء
وتأجيج الفُرقة والشقاق وبث الخلاف والإنشقاق .. ولا يُقعد هؤلاء المتسربلين بجلباب الإسلام وردائه
عن الطعن بِمِدْى أهله فى قواعد وأصول الدين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق